Page 4 - stis20
P. 4

‫الهندسة النفسية ‪Neuro Linguistic Programming‬‬

                                                                                             ‫مدخل‬

                                             ‫ثمة تعاريف كثيرة للهندسة النفسية (أو ما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية)‬
                                             ‫مستمدة من وظيفتها‪ ،‬ومن أبرزها‪ :‬إنها طريقة ُمنظمة تُساعد على التعرف إلى‬
                                             ‫التركيبة الخاصة بالنفس البشرّية‪ ،‬واستخدام كثير من الوسائل والأساليب المفيدة‬
                                             ‫للتعامل معها؛ ما يُسهم في الوصول إلى تأثير مناسب في الشعور‪ ،‬والتصور‪،‬‬
                                             ‫والأفكار‪ ،‬والإد ارك‪ ،‬وينعكس ذلك على أداء الإنسان العقلي والنفسي والجسدي‪،‬‬

                                                                                         ‫ويساعده على التأثير في غيره‪.‬‬

                                                                             ‫تاري خ الهندسة النفسية‬

                  ‫يعود تاريخ الهندسة النفسية إلى عام ‪ ،1965‬حين صدر كتاب التركيب النفسي لـ روبرتو أساجيولي؛ إذ‬
                                                                                  ‫احتوى الأُسس الأولى للهندسة النفسية‪.‬‬

                  ‫ويُعزى الفضل في تأسيسها رسميا إلى جون غريندر‪ ،‬وهو عالم لغويات؛ وريتشارد باندلر‪ ،‬وهو عالم رياضيات‬
                        ‫وخبير في الحاسوب ومهتم بعلم النفس‪ ،‬اللذين وضعا أصولها في منتصف سبعينيات القرن الماضي‪.‬‬

‫وقد سطع نجم الهندسة النفسية في نهاية القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة‪ ،‬وحظيت باهتمام لافت‪ ،‬ودخلت ميادين عدة؛ ومع‬
               ‫ذلك‪ ،‬لم يستقبلها نادي العلوم على نحو رسمي حتى الآن‪ ،‬وما ازل يعدها علما ازئفا لا يستند إلى أسس علمية‪.‬‬

                                                                       ‫كيفية عمل الهندسة النفسية‬

                                      ‫ُطِّّورت الهندسة النفسية اعتمادا على أن الأشخاص يعملون وفق خ ارئط داخلية عن‬
                                      ‫العالم‪ ،‬كونوها بتجاربهم الحسية؛ وتحاول الهندسة النفسية استكشاف وتعديل النزعات‪،‬‬
                                      ‫أو القيود اللاواعية على خريطة الفرد‪ .‬فهي ليست تنويما إيحائيا؛ وإنما تعمل على‬
                                      ‫الاستخدام الواعي للغة في إحداث تغيي ارت في أفكار وسلوكات الشخص‪ .‬فالسمة الرئيسة‬
                                      ‫لها هي فكرة انحياز الشخص لأحد أجهزته الحسية أو ما يُعَرف بالنظام التمثيلي ال ُمفضل‪،‬‬

                                                                       ‫الذي يكشفه المهندسون النفسيون عن طريق اللغة‪.‬‬

‫وتستند الهندسة النفسية إلى افت ارضات مسبقة كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬احت ارم رؤية الشخص الآخر للعالم؛ والخريطة ليست المنطقة؛ ولا يوجد‬
‫فشل وإنما زيادة خبرة؛ ويملك الناس سلفا الموارد التي يحتاجون إليها؛ والجسم والعقل يؤثر كل منهما في الآخر؛ ويحصل التواصل‬

           ‫البشري على مستويين واعي ولاواعي؛ وإذا استطاع شخص ما أداء شيء معين‪ ،‬فأي شخص آخر يمكنه تعلم فعله‪.‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9