Page 10 - stis21
P. 10
الصاروخ Rocket
يعد الصاروخ أداة ذاتية الحركة ،تعمل وفق مبدأ الاندفاع الناجم عن رد الفعل؛ إذ يؤدي احت ارق الوقود واندفاع الغا ازت في اتجاه
معين إلى رد فعل يدفع الصاروخ في الاتجاه المعاكس.
فهل بدأ الصاروخ بوصفه لعبة أطفال ،أو أن لعبة الأطفال قد اسُتلهمت منه؟
لا يمكن الإجابة بدقة ،فلا يمكن تمييز السلف من الخلف على نحو جازم؛
وإنما يمكن القول بثقة إنه واحد من الاخت ارعات التي غيرت وجه البشرية،
بدوره المزدوج في السلم والحرب .فلولاه لما وصل الإنسان إلى القمر وما بعد القمر ،ولما استطاعت محطات التلفزة بسهولة أن
تغطي وجه المعمورة ببثها؛ ولولاه ،من جهة أخرى ،لربما كان عدد ضحايا الحروب أقل.
تطور الصواريخ تاريخيا
لا يمكن أن يعزى اخت ارع الصاروخ إلى شخص واحد؛ إذ أسهم في اخت ارعه كثيرون .وقد بدأ حياته كأداة عمياء تخرج عن السيطرة
لحظة إطلاقها ،وتطور باط ارد حتى صار أداة ذكية يمكن تغيير مسارها وتبديل هدفها عند الرغبة .ومن أبرز م ارحل تطوره:
قبل الميلاد ببضعة قرون ،كانت البدايات؛ إذ توجد روايات عن تجارب يونانية مبكرة لاستخدام
البخار كقوة دفع ،وهي التقانة نفسها المستخدمة في الصواريخ.
في القرن الثالث عشر ،كانت النشأة الفعلية للصواريخ وجاءت بعد اخت ارع الصينيين للبارود،
وكانوا يسمونها سهام الني ارن الطائرة؛ إذ كانت مكونة من سهم مثبت على أنبوبة مملوءة
بالبارود الأسود .واقتصر استعمال الصواريخ في البداية على العروض المسلية في المهرجانات
الدينية ،وانتقل بعدها إلى المجال الحربي في ساحات المعارك ،واستمر فيها بشكل أو بآخر.
في القرن العشرين ،جاء التطور الأبرز -الذي استند إلى أعمال سابقة كثيرة -على يد ثلاثة
علماءُ ،عرفوا باسم آباء علم الصواريخ؛ الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي ،الذي وضع معادلة
الصاروخ في عام 3922؛ والأمريكي روبرت غودارد ،الذي أطلق أول صاروخ يعمل بالوقود
السائل في عام 3906؛ والنمساوي الألماني هيرمان أوبيرث ،الذي درس الصاروخ متعدد
الم ارحل وكيفية إفلاته من الجاذبية الأرضية .وهنا بدأ استخدام الصواريخ في غزو الفضاء؛ وكان النجاح في وضع أقمار صناعية
في الفضاء هو الأبرز في هذا الإطار.
ومنذ ذلك الحين ،والصواريخ في تطور مستمر ،سواء كان من ناحية
الاستخدامات السلمية أم الحربية ،ولا يبدو أنه سيقف عند حد ،مع دخول
البرمجة الحاسوبية والذكاء الاصطناعي في هذا الميدان.