Page 15 - stis21
P. 15
تطوير قدرات
العمل المؤسسي Institutional Work
ما هو "العمل المؤسسي" ،وما هو نقيضه؟ وما هي سماته ،وفوائده؟
ينشعب العمل المؤسسي إلى عمل مؤسسي تأسيسي ،وعمل مؤسسي إداري.
ولما كان النوع الأول قد أُشبع د ارسة وتحليلاً ،وتتوفر أدبيات كثيرة عنه؛ سيكون التركيز هنا على النوع الثاني ،الذي يتوافق معه
في مناحي معينة ويختلف عنه في أخرى.
وقد يمكن إعطاء تعريف عام ينطبق عليهما معاً على النحو التالي :العمل المؤسسي هو عملية يؤَّدى العمل من خلالها بنسق
منظم قائم على أسس ومبادئ وأركان وقيم تنظيمية محددة ،بقصد تحسين الأداء وتحقيق فاعلية العمل ،لبلوغ أهداف محددة؛ أو
أنه دستور واحد يتساوى الجميع أمامه -العامل ،والمدير ،والرئيس الإداري أو التنفيذي الأعلى ،ومالك المؤسسة – فهم كلهم
عليهم واجبات ،ولهم حقوق ،وأمامهم الت ازمات يجنون من و ارئها منافع متفق عليها ،وفق آلية معينة ،ونظام داخلي محدد.
أما العمل المؤسسي الإداري منفرداً ،فيمكن أن يعَّرف بأنه العمل الذي يستند إلى القوانين والأنظمة واللوائح الداخلية والأع ارف
في سبيل تحقيق رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها ،ولا يتوقف أو يتغير بتبدل الأشخاص القائمين عليها .وُيعد شرط عدم
توقف العمل أو تغِّيره بتبدل الأشخاص شرطاً أساسياً في إكساب العمل الصفة المؤسسية،
فبخلاف ذلك يصبح عملاً شخصانيا ،نقيضاً للعمل المؤسسي.
وتجدر الإشارة إلى أن عدم تغير العمل بتبدل الأشخاص ،لا يعني على الإطلاق عدم
تأثره بتبدلهم؛ فبالتأكيد ستتغير جودته ووتيرته سلباً أو إيجاباً ،لأن مواهب الأشخاص
وقد ارتهم ليست واحدة .ومن هنا تأتي صعوبة العمل المؤسسي في الجهات العامة في
البلدان المتخلفة ،التي يصل فيها إلى قمة هذه الجهات أشخاص يفتقرون إلى المؤهلات
والكفاءات اللازمة في أحيان كثيرة.
صفات العمل المؤسسي
يمكن التعرف إلى أبرز سمات العمل المؤسسي من تعريفه ،وهي:
الانسجام مع رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها.
التوافق مع القوانين والأنظمة واللوائح الداخلية.
الاستم اررية بمعزل عن تغير الأشخاص.
الوضوح التام وعدم وجود ثغ ارت أو نقاط وهن.