Page 2 - stis21
P. 2

‫الافتتاحية ‪...‬‬

                                        ‫الأع ازء المتابعون‪:‬‬

                           ‫تدخل سلسلة العلم والتقانة والابتكار بعددها الواحد والعشرين عامها السادس‪ ،‬وهي أكثر تصميماً وعزماً على‬
                           ‫متابعة خطها الذي انتهجته وسارت عليه‪ ،‬وتطويره كلما سنحت فرصة لذلك؛ لاقتناعها بأهمية ما تعرضه‬
                           ‫في صفحاتها‪ ،‬وهي أهمية ثابتة ودائمة‪ ،‬وليست ازئلة أو وقتية‪ .‬وتمثل موضوعاتها مرجعاً موثوقاً لكل باحث‬
                           ‫أو مهتم‪ ،‬وتضم تشكيلة متنوعة في فق ارتها‪ ،‬يندر أن يوجد قارئ حقيقي لا تثير اهتمامه أو تلفت نظره واحدة‬
‫على الأقل من فق ارتها‪ ،‬فهي ليست موجهة إلى الباحثين فقط‪ ،‬وإنما إلى كل الأشخاص الذي يرغبون في توسيع مداركهم وزيادة معرفتهم‪.‬‬

‫ولما كانت تستهدف جمهو اًر عريضاً‪ ،‬فمن الطبيعي أن تتنوع موضوعاتها ليلقى بعضها صدى لديه‪ ،‬ويشده إلى متابعة أعدادها اللاحقة‪ ،‬على‬
‫الرغم من الواقع المؤسف الذي يقول إن "العرب لا يقرؤون"‪ .‬ففي تقرير صادر عن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة‪ ،‬ثمة إحصائية تنص‬

‫على أن الطفل العربي يق أر ‪ 7‬دقائق سنوياً‪ ،‬في حين أن الطفل الأميركي يق أر ‪ 6‬دقائق يومياً؛ وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة الفكر العربي‬
‫فإن متوسط ق ارءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو ‪ 022‬ساعة سنوياً‪ ،‬في حين لا يتعدى متوسط ق ارءة المواطن العربي ‪ 6‬دقائق سنوياً‪ .‬ليست هذه‬

                                                                                                   ‫حقائق نعرفها‪ ،‬وإنما وقائع نعيشها‪.‬‬

‫يبدأ هذا العدد بالإضاءة على مفهوم الحديقة التكنولوجية وأهميتها في الواقع المعاصر؛ ثم يتطرق إلى الباحث السوري ال ارحل حديثاً‪ ،‬محمد قجة؛‬
‫ويعِّرف بالعالم ألكسندر فلمنغ واكتشافه الأهم‪ ،‬البنسلين؛ ويتطرق بعد ذلك إلى كيفية اخت ارع الصاروخ‪ ،‬الذي يعد من الاخت ارعات التي غيرت‬
‫وجه البشرية‪ .‬ويعرض هذا العدد قصة نجاح لجامعة حلب‪ ،‬التي استطاعت بفضل فريق من الباحثين لديها أن تصنع بدائل محلية لمواد مستوردة‪،‬‬
‫ما أدى إلى وفر مالي كبير‪ .‬ومن الجهات البحثية العالمية‪ ،‬جرى اختيار جامعة سنغافورة الوطنية للتعريف بها‪ ،‬تلك الجامعة التي تحولت في‬
‫غضون قرن من الزمان من مدرسة طبية تضم ‪ 02‬طالباً إلى الجامعة الأولى على مستوى آسيا والثامنة على مستوى العالم‪ .‬أما في فقرة بناء‬
‫القد ارت‪ ،‬فكان موضوع هذا العدد هو العمل المؤسسي‪ ،‬الذي يعد ذا أهمية كبرى في الجهات العامة‪ .‬وكما هي العادة في كل عدد‪ ،‬جرى ذكر‬
‫بعض المعلومات العلمية الغريبة؛ فكم واحداً منا يعرف كيف تموت ملكة النحل حين تفقد فاعليتها ويت ارجع إنتاجها من البيض؟ أما مستجدات‬
‫العلم والتقانة‪ ،‬ولا سيما أننا في عصر تلعب فيه الروبوتات والذكاء الاصطناعي دو اًر مهماً مت ازيداً‪ ،‬فكان لها نصيب أيضاً‪ .‬وفي فقرة أساسية‬
 ‫من فق ارت السلسلة‪ ،‬جرى عرض أبرز نشاطات الهيئة العليا للبحث العلمي‪ ،‬والجهات العلمية البحثية الأخرى‪ ،‬في الربع الثالث من هذا العام‪.‬‬

‫وفي الختام‪ ،‬لا بد من توجيه الشكر إلى المدير العام السابق للهيئة العليا‪ ،‬الأستاذ الدكتور مجد الجمالي‪ ،‬الذي كان صاحب فكرة إطلاق هذه‬
‫السلسلة‪ ،‬وأشرف على أعدادها العشرين الماضية‪ .‬ونأمل أن يلقى هذا العدد الأول من السلسلة في عامها السادس استحساناً لديكم؛ ونشكر سلفاً‬

                                                    ‫كل من يقدم لنا اقت ارحاً أو انتقاداً‪ ،‬فكرةً أو نصيح ًة‪ ،‬في سبيل تجويدها وتلافي ثغ ارتها‪.‬‬

        ‫الدكتور غيث صقر‬              ‫دمشق في ‪ 30‬أيلول ‪0204‬‬
‫مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي‬
   1   2   3   4   5   6   7