Page 2 - سلسلة العلم والتقانة والابتكار 17
P. 2
الافتتاحية ...
نقل التكنولوجيا
يمكن تعريف نقل التكنولوجيا بأنه نقل البيانات أو التصميمات أو الاخت ارعات أو المواد أو الب ارمج أو المعرفة
التقنية أو الأس ارر التجارية من طرف إلى آخر .وهو بالمعنى العام نقل المعرفة من طرف لا يخسرها إلى آخر
يكسبها .وربما ُيعّد نقل التكنولوجيا ،أو نقل التقانة ،الممارسة الأهم التي أدت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى
الارتقاء بالمنتجات الصناعية في بعض الدول النامية وجعلتها تنافس دولاً عظمى ،كما نشهد اليوم في مثال
جمهورية الصين الشعبية ،وغيرها من دول شرق آسيا.
ومن إد ارك الهيئة العليا لأهمية نقل التكنولوجيا ،فقد قامت سابقاً بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" في
إعداد تقرير "تعزيز منظومة نقل التكنولوجيا في الجمهورية العربية السورية" خلال عامي ،2020-2019والذي تسارعت إثره الإج ارءات
التي تضمنت إحداث "المكتب الوطني لنقل التقانة" في الهيئة العليا ومكاتب نقل تقانة في كافة الجامعات الحكومية وبعض الهيئات
البحثية والجامعات الخاصة .وشّكلت الهيئة العليا "اللجنة الوطنية لنقل التقانة" ،ضمت رؤساء المكاتب إضافة إلى ممثلين عن الو از ارت
والهيئات الحكومية والقطاع الخاص ،لتحقيق الهدف الرئيس وهو العمل على تعزيز استثمار مخرجات البحوث الصادرة عن الهيئات
العلمية البحثية السورية عبر توفير عدد من الأدوات الهامة منها؛ "استمارة تقييم المشاريع التطبيقية" ،و"استمارة تقييم الجدوى الاقتصادية
الأولية للمشاريع التطبيقية" ،و"الدليل الإجرائي لحماية واستثمار مخرجات البحث العلمي" ،التي تقوم الهيئة العليا بإعدادها وإق اررها من
اللجنة الوطنية ،وستكون متوفرة لجميع الباحثين والهيئات العلمية البحثية في المدى القريب جداً.
ولا شك وأن "دليل إج ارء بحث علمي تنموي" الذي أعدته الهيئة العليا مؤخ اًر يصب في الغاية السابقة نفسها ،ونعتقد أنه الأسلوب الأجدى
والأكفأ لأجل ذلك .فحين تنطلق البحوث في الهيئات العلمية البحثية أساساً من الاحتياجات التنموية للقطاعات الإنتاجية والخدمية ويمارس
الباحثون أنفسهم التقييم الذاتي لمقترحاتهم البحثية قبل الشروع بإج ارئها ،فإن ذلك يوفر الكثير من الوقت والجهد في سبيل استثمار مخرجات
البحوث التي تنتظرها تلك القطاعات بفارغ الصبر لوضعها مباشرة في خدمة التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
ونختم بالقول إن الشق الرئيس من إعادة إعمار سورية سيعتمد بالضرورة على نقل التكنولوجيات الحديثة الموفرة للوقت والجهد والمال.
ويبقى الجزء الآخر في إعادة بناء الإنسان وصون المجتمع السوري ولملمة شتاته للوقوف صفاً واحداً في وجه تحديات لا يبدو أن وتيرتها
وحجمها سيخبوان في المستقبل المنظور!
باحثونا الأعزاء:
نلتقي بكم في العدد السابع عشر من سلسلة العلم والتقانة والابتكار ،آملين أن نكون قد ُوفقنا في الإضاءة على ما هو جديد ،مع وافر
الشكر والتقدير لفريق العمل ،ولكم أع ازءنا وافر المتعة والفائدة.
د .مجد الجمالي دمشق في 30أيلول 2023
مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي