Page 16 - stis20
P. 16
بارمينيدس :هو صاحب نظرية الوجود؛ إذ يقول إ ّن الوجود نشأ بذاته ،وهو موجود منذ الأزل وسيبقى
إلى الأبد ،والموجود موجود وسيبقى موجودا ،أما غير الموجود فهو غير موجود ولا يُمكن أن يوجد .كما
يقول إ ّن الوجود هو أساس نفسه ،وإ ّن (العقل) هو مصدر المعرفة الحقيقية ،أما (الحواس) فكاذبة
وخّداعة .العقل ُيدِّرك ما هو موجود فقط ،أما غير الموجود فهو غير موجود أصلا حتى يُدَرك .فالوجود
عنده ثابت وساكن ودائم؛ وقد أنكَر التغّي ارت والحركة على نحو كامل .ويمكن القول إ ّن أفكار بارمينيدس
كانت الش اررة التي بموجبها صار مصدر المعرفة موضع جدل تاريخي لم يُحسم حتى الآن ،وبسببه –
إضافة إلى الفيلسوف هي ارقليطس -ظهرت جدلية الثبات والحركةُ .يلقب بارمينيدس بأبو المنطق لأّنه
كان يمنطق الأمور قبل وضع استنتاجاته وآ ارئه.
زينون الإيلي :هو تلميذ بارمينيدس ،وقد وضع كتابا فيه مفارقات لا ت ازل حتى يومنا هذا ،وتُعرف باسم
(مفارقات زينون) ،وقد دافع فيها عن أفكار أستاذه في نفي الحركة ونفي التعددية.
هيراقليطس :هو فيلسوف النار ،فيلسوف اللوغوس ،وهو كما ُيقال فيه (نيتشه العصور القديمة)ُ .يلقب
بالفيلسوف الباكي لأّنه كان يبكي على جهل الناس .بيد أنه كان متغطرسا ،وقد سخر من فيثاغورث
وكزينوفان .يقول هي ارقليطس إ ّن مادة النار هي أصل وأساس الوجود ،وإ ّن التغّي ارت والحركة هي الحقيقة
الجوهرية للوجود .ويرى أن "التناغم الخفي أقوى من التناغم المرئي" ،وأّنه لا شيء يثبت على حاله
لحظتين متتابعتين ،وأ ّن الحقيقة تتمثل في فهم اللوغوس ،واللوغوس هو العقل الذي يعي حقيقة التغّي ارت
وحقيقة اجتماع الأضداد التي بموجبها تتمثل صيرورة الوجود.
إمبادوقليس :هو فيلسوف العناصر الأربعة ،الذي استطاع بنظريته أن يوّفق بين (بارمينيدس
وهي ارقليطس)؛ إذ إ ّن كل الأشياء ب أريه مؤلفة من أربعة عناصر خالدة وهي :النار ،والماء ،والهواء،
والت ارب .واختلاف نسبة هذه العناصر هو سبب اختلاف وتنّوع الأشياء .وما التغّي ارت إلا بسبب حركة
هذه العناصر (اندماجها وانفصالها) ،وال ُمسبب لهذه الحركة ليست العناصر نفسها ،بل ثمة قوى خارجية
مسؤولة عن امت ازج العناصر وهي قوى الحب والتآلف ،وتوجد قوى مناقضة مسؤولة عن انفصال
العناصر وهي قوى البغض والك ارهية .كان إمبادوقليس مؤمنا بتناسخ الأرواح ،غيَر أّنه كان يرى أ ّن
الحياة تسير بلا هدف ولا غاية.
أنكساغوراس :هو عالم فلك عبقري ،ف ّسر كسوف الشمس وخسوف القمر تفسي ار صحيحا .وهو الفيلسوف
الذي أدخل الفلسفة إلى أثينا ،كما أّنه الأول في التاريخ الذي نادى بـ(غائية) الحياة .فّرق أنكساغو ارس
بين العقل والمادة ،وقال إ ّن كلا منهما قد نشأ بذاته في الِّقدم ،ولاحقا ط أر العقل على المادة فبعث فيها
الحركة والنظام .وكان يرى أ ّن ثمة عقلا ُمن ِّّظما وُمجّردا (ليس خالقا) هو المسؤول عن كل هذا الجمال